((خُذُوا جُنَّتَكُمْ))!.. سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ





بسم الله الرحمن الرحيم

((خُذُوا جُنَّتَكُمْ))!..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((خُذُوا جُنَّتَكُمْ))!
قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ! أَمِنْ عَدُوٍّ حَضَرَ؟
قَالَ: ((لَا! وَلَكِنْ خُذُوا جُنَّتَكُمْ مِنَ النَّارِ!
قُولُوا: سُبْحَانَ اللهِ
وَالْحَمْدُ للهِ
وَلَا إِلَٰهَ إِلَّا اللهُ
وَاللهُ أَكْبَرُ
هُنَّ مُعَقِّبَاتٌ!
وَهُنَّ مَجَنِّبَاتٌ وَمُقَدِّمَاتٌ!
 وَهُنَّ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ!)).
رواهُ النَّسائيُّ وغيره، وحسَّنَهُ الوالدُ -رحمهُمُ اللهُ-. يُنظر: "سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، (3264).

معنىٰ*:
- (جُنَّتَكُمْ): -بِضَم الْجِيم وَتَشْديد النُّون- وقايَتَكُمْ؛ أَيْ: مَا يَسْترُكُم ويقيكُمْ.
- (مُعَقِّبَاتٌ): مؤخّرَاتٌ يعْقِبْنَكُمْ مِنْ ورَائِكُم.
- (مَجَنِّبَاتٌ): لِقَائِلِهِنَّ. ومُجَنِّبَة الجيْش: هِيَ الَّتِي تَكُونُ فِي المَيْمنة والمَيْسَرة، وهُما مُجَنِّبَتَان، وَالنُّونُ مَكْسُورَةٌ.
وَقِيلَ هِيَ الكتِيبة الَّتِي تَأْخُذُ إحْدى نَاحِيَتيِ الطَّرِيقِ، وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ. وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي البَاقِيات الصَّالِحاتِ: (هُنَّ مُقَدِّمات، وهُنّ مُجَنِّبَات، وهُنّ مُعَقِّبات).
- (وَمُقَدِّمَاتٌ): أيْ: مُقَدِّمَاتٌ أَمَامَكُم.
 - (الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ): البَاقِي مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَعْدَ فَنَاءِ الحَياةِ الدُّنْيا. تَبْقَى لِأَهْلِهَا فِي الْجَنَّةِ، مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ!

أسأله تعالىٰ أن يرزقَنا الباقياتِ الصّالحاتِ؛ إنّه قريبٌ مجيبٌ.
وَصَلَّىٰ اللهُ عَلَىٰ نَبيِّنًا مُحمَّدٍ وَعَلَىٰ آلِهِ وَسَلَّمَ .
~~~
السّبت: 15/ ربيع الثّاني/ 1435هـ‍

* اختصرتُ تلك المعاني من:
"التّيسير بشرح الجامع الصغير"، (1/ 513)
"النهاية في غريب الحديث"،  (1/ 303)
"تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين"، (ص: 369)
"تفسير الطبريّ"، تحقيق: أحمد شاكر، (18/ 31)
"تفسير ابن كثير"، (5/ 164).